- هل هناك فكرة تساوي مليون دولار بالفعل ؟
نعم وهناك أفكار كانت تساوي أكثر من ذلك لكثير إلى الحد الذي جعل حقوق الملكية الفكرية ثابتة وتنظمها الآن قوانين واتفاقيات عالمية، والآن دعنا من المخترعات والإبداعات الأدبية التي تساوي الملايين ولنذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية ونهبط في نيويورك ونذهب إلى بروكلين بالتحديد لنرى على أرض الواقع تلك الفكرة التي راودت سيدة مصرية ذهبت بصحبة زوجها الحاصل على الكارت الأخضر للإقامة هناك لقد حاولت العمل واستطاعت الحصول على عمل لبضع ساعات يوميا ووجدت أن العمل الروتيني لن يجعلها تحقق حلمها في الثراء وهو الحلم الذي راودها منذ اليوم الأول لدخولها (لأرض الأحلام) كما تسميها . وتركت العمل و صممت على تنفيذ فكرة راودتها أثناء زيارتها لبعض الأسر المصرية الموجودة في نفس الحي .. والذين أقاموا منذ زمن بعيد واستعادوا سويا ذكريات الماضي .. وأظهروا اشتياقهم لأشهى الأكلات المصرية والغير متواجدة على الإطلاق هناك .. مثل الكشرى والطعمية وغيرها من الوجبات الشعبية والوجبات التي تهفو إليها النفس وخاصة في الغربة.
وهنا كانت الفكرة، لماذا لا تقوم هي بإعداد أشهى الوجبات المصرية للراغبين فيها وتتفق مع إحدى شركات النقل المتخصصة لتوصيل تلك الطلبات للمنازل ؟
وبدأت في التنفيذ وخاصة أن المواد والخامات اللازمة لإعداد تلك الوجبات متوافرة وبدأ المشروع ينجح باطراد ملحوظ وفي أقل من سنة كانت قد اشترت سيارة خاصة لنقل الوجبات والاستغناء عن شركة النقل ثم توسعت واستقطبت المصريات المقيمات واللائي لا يعملن وأيضا الشباب المصري الحاصل على إقامة ويبحث عن عمل يجيد أعمال الطهي .
لم تكتف بذلك بل انتقل النشاط لمحل كبير وسط نيويورك ولم تقتصر على الأكلات المصرية فقط ..بل تطرقت للأكلات اللبنانية واستعانت بأمهر الطهاة اللبنانيين .
وفي العام الثاني كانت تلبي جميع احتياجات الأسر العربية من الوجبات وأصبح المطعم الذي تمتلكه من أشهر المطاعم في نيويورك كما أصبح ملتقى العائلات العربية .
ولم تكن حريصة على تكوين الثروة لأجل الثروة ولكنها كانت حريصة دائما على التطوير والتوسع ومع ذلك استطاعت تكوين المليون دولار بعد العام الثاني من المشروع . وأصبح المهاجر المقيم بنيويورك كأنه في أحد أحياء القاهرة فسيجد في بروكلين مطعما صورة طبق الأصل من مطاعم شبرا والحسين ويستطيع اللبناني أن يتناول أشهى أنواع الفروج التي كان يستمتع بها في بيروت .
وهكذا كانت الفكرة في حد ذاتها تساوي ذلك المليون دولار الذي استطاعت تلك السيدة المصرية تحقيقه خلال عامين فقط من تواجدها في نيويورك.